السلام عليكم
في نص الاسبوع الوحدة والملل قتلوني قلت انزل اتمشي شوية في شوارع المحروسة
وبما إني في مكان في وسط أحياء القاهرة الراقية الفسحة بيبقي ليها شكل تاني
بتبقي فلسفية شوية
يمكن عشان انا من سكان الأقاليم (اسمعلاوي) معندناش فوارق إجتماعية واسعة أوي زي اللي موجودة في العاصمة
بلدنا هادية وجميلة ونظيفة وأهلها ناس بسيطة....بتيجي الساعة 8 في الشتا الشوارع بتبقي فاضية
أيوة... في الصيف بنسهر شوية لغاية الساعة 12....بس عشان احنا مصيف صغير علي أدنا
إنما حياتنا كلها مش مبهرة ....ودا اللي مخلينا بنحب بلدنا أوي ومتمسكين بيها...حتي في تشجيع الكورة.....ومحدش هيعرف دا غير ولاد بلدنا أو اللي عاش عندنا...
نزلت في وسط الأسبوع أتمشي في أحد الميادين الراقية....واتفرج علي السيارات الفارهة وأصحابها من ذوي الحلاّت وأربطة العنق الشيك
وتتأبطهم زوجاتهم بملابس لا مجال الأن لزكر تفاصيلها....ربنا يرزقنا غض البصر...وتسبقهم أطفالهم بملابسهم الزاهية ولا تخلوا أيديهم من العاب عجيبة ومتقدمة مواكبة للعصر
مفيش مشكلة...ناس خارجين ...ملناش دعوة
وبجوار أحد فروع سلسلة المطاعم الشهيرة في هذا الميدان تجد منظر يجذبك
الواجهة الزجاجية الشفافة التي تكشف رواد المطعم وأمامهم أشهي المأكولات
وشاشات عرض تلفزيونية ضخمة تعرض أكثر من قناة أوروبية أغلبها يعرض بطولة أمم أوروبا اللي خصخصوها
أخوكم وقف من بعيد عشان يشوف حتة من الماتش اللي شغال عشان يحكي لصحابه ويفشر عليهم قال يعني مشترك في الجزيرة بلس وبيشوف بطولة أمم أوروبا...ويحبذا بقي لو وسعت معاه وراح قلهم إنه شاف الماتش الفلاني في المطعم الفلاني في الحتة الفلانية
ويحلف علي كدا ....
بس اللي شدني بقي واللي خلاني أوجع دماغ حضراتكم منظر مؤلم
طفلة لا يتعدي عمرها ال5 سنوات.....مستلقية علي جانبها الايمن بجوار سور المطعم وغارقة في النوم
طفلة من أطفال الشوارع اللي كانوا شايلين همهم الفترة اللي فاتت ومرة واحدة الموضوع نام
مأساة بكل ما تحتويه الكلمة من معاني
بنت نحيلة الجسد....حافية القدمين....متسخة الملابس الرقيقة التي لم تتبدل من علي جسدها الضعيف منذ شهور
طبعا أكيد انتوا متخيلين منظرها وشفتوه كتير
بس محدش شافها وهي نايمة ...وكمشانة في نفسها زي العصفورة
اي حد لو بص في وشها الجميل اللي الدنيا اخدت منه وردية الطفولة وسابتله سواد الشارع
بس لسا الجمال سايب اثره....جمال طبيعي من عند ربنا.....جمال البرائة
شعرها لونه بني وسايح ونازل علي عنيها وجبينها....
وقفت أتأملها وانا نفسي اصحيها وأسألها سؤال واحد بس
نفسك في ايه؟؟؟
تتخيلوا معايا الأجابة هتكون ايه من دنيا؟؟
انا سميتها دنيا
هل هتقولي انا نفسي انام شبعانة ولو ليلة واحدة؟؟
والا هتقولي انا نفسي انام في بيت بين أب وأم...او علي الأقل حد يهتم بيا من غير ما يكون في أحداث أو ملجأ
يا تري نفسها تلبس زي ولاد الناس اللي في المطعم اللي جنبنا....وتمسك لعبة زيهم....ممكن تكون تجرأت وفكرت انها تحلم تاكل من الأكل اللي بينه وبينها سور ولوح زجاجي شفاف
ولما حاولت تاكل بواقي الأكل اللي بيترمي في الزبالة يا تري عمال المطعم عملوا معاها ايه؟؟؟
مسألتش نفسها في يوم انا ذنبي ايه في اللي انا فيه دا؟؟
مخفتش من المجهول؟؟؟
دنيا بنت.....عارفين يعني ايه بنت.....كمان 10 سنين و يمكن اقل الوضع هيبقي رهيب
دنيا هتبدأ تدخل في سكك كلها شوك....ومش هتسلم منها
وممكن تبقي السبب في إستنساخ اكتر من دنيا
مفيش مفر...دي بنت
مفيش حدود دنيا هتلتزم بيها......دنيا اتحكم عليها بمصير وسكة واحدة
في الف ناب وظافر مستنيين عشان ينهشوا لحمها
رحماك يا الله
وايه تاني يا دنيا؟؟
اكيد لسا الحلم أو الكابوس دا مجاش علي بالك....
خلينا في احلام سنك....احنا شايفينه 5 سنين....بس يا تري الخمس سنين بتوعك زي الناس العادية....والا كل يوم بيعدي عليكي بياخد منك حجات وببيدلها بحجات تانية
بياخد منك البرائة والجمال....وبيبدلها بقسوة وغل
بوحشية وخوف من كل اللي حوليها....لازم تخربشي اللي يقرب منك....
لازم تعيشي....الناس ديه مش هترحمك....
هما السبب في اللي انتي فيه
فكرتي انك تخدي لعبة ابنهم وتجري
ايوة فكرتي ...بس افتكرتي بسرعة ان العسكري هيمسكك...وهيضربك ....ومحدش هيحوش عنك
وضرب العسكري بيوجع اوي....وممكن يخدك علي الأحداث....ويحصلك زي ما بيحصل لصحابك اللي راحوا هناك....واللي هرب منهم جه يحكي علي اللي شافه ويخوفك منه....
الشارع احسن من الاحداث والملجأ
دنيا متعرفش ....بس بتسمع وتتخيل....لازم هتخاف....وهتهرب...
حتي ولو هناك جنة
دنيا بتحلم وتتمني
دنيا لسا نايمة ...وانا واقف جنبها...وخلاص
حلمتلها شوية وأكيد مشيت....
ومغيرتش حاجة ....
يا رتني ما كنت نزلت ولا خرجت.....
وربنا يحفظ دنيا وأخواتها من اللي جاي
ويجعل ليهم مخرج من اللي هما فيه
الدبوووووووووووووس
الموقف دا بيحصل كتير في افراحنا يا جماعة
تعالوا نشوفه كدا مع بعض
محسن: شايف صلاح صاحبنا زي العسل ازاي وهو عريس
احمد : ايوة...ماشاء الله عليه ربنا يبارك له
محسن : وعروسته كمان زي القمر
أحمد : وانت مالك بعروسته....انت جاي تتفرج عليها والا ايه؟؟
محسن : ايه يا عم الكلام دا....دا صاحبي ودي عروسته انت بتفكر ازاي بس
(مش قصدي إن محسن نيته وحشة....بس مينفعش يقول كدا)
ومسك الموبيل وعاوز يصورهم هما الاتنين
أحمد: لا.....مينفعش...تحط صورة زوجة صاحبك علي تلفونك ليه؟؟
محسن : ايه يا عم اللي انت بتقوله دا ...انا بصور صلاح وعروسته
أحمد : هو انت بقي إن شاء الله احد محارمها عشان تحط صورة صلاح وزوجته
عاوز تصوره صوره لوحده يا عم....
ومن علوم الفوتوغرافيا إن المرأة بتخطف النظر الصورة...
محسن : انت هتتفزلك وهتفتي كمان....ايه التخريف دا بقي
أحمد : مش تخريف ولا حاجة يا محسن بص يا سيدي انت لو مسكت اي صورة فيها مجموعة من الناس وكمان من الحيونات الأليفة
هتلاقي انجذاب النظر بالترتيب الي الحيونات الاليفة ثم الاطفال ثم النساء ثم الرجال
لو عريس وعروسة متصورين هتلاقي نفسك مركز علي العروسة مش العريس
يعني حضرتك هتبقي عامل إعلان لزوجة صاحبك علي تلفونك
لأن اي حد هيمسك تلفونك هيركز اوي علي زوجة صاحبك ويتفرج عليها وعلي جمالها ...أظن دا شئ ميرضيش الرجالة طبعاً....الرجالة يا جماعة ...واخدين بالكم انتوا
ياريت يا صلاح تحافظ علي زوجتك....ومتفرجش عليها الناس....مش حاجة تشرفك لما تلاقي صورها معروضة في الاستديواهات والناس بتتأمل في جمال عينيها وشفتيها وانفها الصغير
عيب كدا...
احنا مسلمين...والغيرة علي نسائنا لازم تبقي موجودة...لو مش موجودة دي يبقي اسمها حاجة تانية
انا مش رجعي ولا متخلف ولا محبكها
بس دي سلبيات وموضوع الافراح دا لازم يبقي في اكتر من وقفة .....ولازم نننتاقش بصوت عالي عشان الناس تبدء
تسمع
وربنا يهدي